سورة الكهف - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
{تَّزَاوَرُ} تعرض عنه فلا تصيبه، أو تميل عنه ذات اليمين {تَّقْرِضُهُمْ} تحاذيهم، القرض: المحاذاة، أو تجوزهم منحرفة وتقطعهم قرضته بالمقراض قطعته، أو تعطيهم القليل من شعاعها ثم تأخذه بانصرافها، من قرض الدراهم التي ترد، لأنهم كانوا في مكان موحش، أو لم يكن عليهم سقف فلو طلعت عليهم لأحرقتهم، كان كهفهم بإزاء بنات نعش فلم تصبهم عند شروقها وغروبها، أو صرفها الله تعالى عنهم لتبقى أجسادهم عبرة لمن شاهدهم. {فَجْوَةٍ} فضاء، أو داخل منه، أو مكان موحش، أو مكان متسع.


{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً}، لأن أعينهم مفتوحة يتنفسون ولا يتكلمون، أو لأنهم يقلبون يميناً وشمالاً. {وَنُقَلِّبُهُمْ} تقليب النيام لئلا تأكلهم الأرض، أو كل ستة أشهر على جنب «ع»، أو لم يقلبوا إلا في التسع بعد الثلاثمائة {وَكَلْبُهُم} من جملة الكلاب اسمه «حمران» أو «قطمير» أو هو إنسان طباخ لهم، أو راعي {بِالْوَصِيدِ} لعله العتبة، أو الفناء «ع»، أو الصعيد والتراب، أو الباب أو الحظيرة. {رُعْباً} فزعاً لطول أظفارهم وأشعارهم ولما ألبسوا من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله، ولما غزا ابن عباس رضي الله تعالى عنه مع معاوية بحر الروم فانتهوا إلى الكهف عزم معاوية أن يدخل عليهم فينظر إليهم، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ليس هذا لك فقد منعه الله تعالى من هو خير منك، فقال: {لَوِ أطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ} الآية فأرسل إليهم جماعة فلما دخلوا الكهف أرسل الله تعالى ريحاً فأخرجتهم. قيل كان رئيسهم نبياً اتبعوه وآمنوا به فكان ذلك معجزة له.


{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
{بَعَثْنَاهُمْ} أيقظناهم، وكان الكلب قد نام معهم {لَبِثْنَا يَوْماً} لما أُنيموا أول النهار وبُعثوا آخر نهار أخر قالوا لبثنا يوماً لأنه أطول مدة النوم المعتاد فلما رأوا الشمس لم تغرب قالوا: أو بعض يوم. {قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ} لما رأى كبيرهم اختلافهم قال: ذلك، أو هو حكاية عن الله تعالى أنه أعلم بمدة لبثهم. {بِوَرِقِكُمْ} بكسر الراء وسكونها الدراهم، وبفتحها الإبل والغنم {أزْكَى} أكثر، أو أحل، أو خير، أو أطيب، أو أرخص. {بِرِزْقٍ} يحتمل بما ترزقون أكله، أو بما يحل أكله {وَلْيَتَلَطَّفْ} في إخفاء أمركم، أو ليسترخص فيه دليل على جواز المناهدة وكان الجاهلية يستقبحونها فأباحها الشرع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8